بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة
منذ فجر التاريخ كانت المنطقة العربية موطن حضارات قديمة عريقة ، متصلة فى
أنسابها ، تجمع بينهم صفات مشتركة ، يشتركون فى كثير من الخصائص وقواعد اللغة ،
وقد أكتسبت هذه الحضارات معارف شتى ، وكانت جهودها فى العلوم الطبيعية والكونية
ملموسة ، بل كانت أحيانا تثير الدهشة ، بما بلغته من علوم فى هذه الفترة البعيدة
من عمر التاريخ
ثم جاء فلاسفة الأغريق – وهم جيران هذه الحضارات – فدرسوا علوم هذه
الحضارات واطلعوا عليها ، يقول توماس جولدشتاين (( وعلى المستوى التجريبى لجمع
الحقائق والملاحظة المباشرة ، أزدهرت العلوم فى المناخ النابض للثقافات الأولى ،
كان صعود الحضارة فى الشرق القديم ، مؤديا بقوة الى فكر علمى أساسى ، وتكنولوجيا
أساسية ، رغم أن التفسير الدينى لطريقة عمل الكون كان يميل الى إعاقة ظهور فلسفة
طبيعية مكتملة )) (1)