من تجميع روايات
حديث جبريل فى جزئية ( أن ترى الحفاة العراة العالة رعاء الشاء يتطاولون فى البنيان
) يتضح أن المقصود بها حكام الخليج ، إذ وصفتهم بعض الروايات بأنهم يصيرون ملوك العرب
وسادة الناس بعد الفقر المدقع ، وبعض الروايات حددتهم بأنهم العرب أو العريب ، ووصفتهم
بعض الروايات بالصم البكم ، ونرى من خلال تجميع هذه الروايات أن أكثر من يصدق عليهم
هذه الأوصاف هم حكام الخليج ، الذين تحولوا من رعاة أشتهروا من قديم الدهر بالفقر والعوز
والى وقت قريب كان الفقر هو السمة الأساسية فى هذه المنطقة الصحراوية القاحلة ، ثم
تحولوا مع بدايات القرن الى ممالك وامارات ، ثم ظهر التطاول فى البنيان الذى أصبحت
تفاخر به هذه الدول ، وهذا الحديث من دلائل نبوته عليه الصلاة والسلام
كما أن الحديث
يتضمن نقدا واضحا لهم إذ أن التحول من الفقر والعالة الى بناء ناطحات السحاب هو هدر
للمال فى غير موضعه ، وتفاخر ببناء أعلى بنايات العالم هو سفاهة تدل على إنعدام التفكير
الإيجابى ، ولعل وصفهم بالصم البكم يشير ‘لى عدم انتفاعهم بالمعرفة إذ أن السمع والرؤية
من أدوات الفهم ، فاذا تعطل السمع والرؤية تعطلت فى الإنسان مقومات الفهم والمعرفة
غالبا ، وقد وصف الله الكفار بعدم الحواس من السمع والرؤية قال تعالى {وَلَهُمْ أَعْيُنٌ
لَا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَئِكَ كَالْأَنْعَامِ
بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ (179)} [الأعراف: 179] وهم فى الحقيقة
يسمعون ويبصرون لكنهم لا ينتفعون بالبصر والسمع ، والملاحظ لسياسات هذه الدول يرى أن
هذه الدول خرقاء فى سياستها ، لا تعرف مصلحتها الحقيقية ، ومن دلائل هذا الحال أنهم
ساعدوا الرافضة دون قصد فى الإلتفاف حولهم وتطويقهم ، ... فالله المستعان
_____________________
تجميع الروايات
______________
قَالَ فَأَخْبِرْنِي
عَنْ السَّاعَةِ قَالَ مَا الْمَسْئُولُ عَنْهَا بِأَعْلَمَ مِنْ السَّائِلِ قَالَ
فَأَخْبِرْنِي عَنْ أَمَارَتِهَا قَالَ أَنْ تَلِدَ الْأَمَةُ رَبَّتَهَا وَأَنْ تَرَى
الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ رِعَاءَ الشَّاءِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ
" صحيح مسلم (1/ 87)
____________________
" وإذا تطاول
رعاة الإبل البهم في البنيان "
_____________________
"وَإِذَا
كَانَتْ الْعُرَاةُ الْحُفَاةُ رُءُوسَ النَّاسِ فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا وَإِذَا
تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا " صحيح
مسلم (1/ 88)
________________________
"وفى رواية
ابن حبان ولكن إن شئت نبأتك عن أشراطها إذا رأيت العالة من الحفاة العراة يتطاولون
فى البنيان وكانوا ملوكا قيل ما العالة الحفاة العراة قال العرب " جامع الأحاديث
(28/ 68)
_______________________
"إِذَا رَأَيْتَ
الرِّعَاءَ الْبُهُمَ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ وَرَأَيْتَ الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ
مُلُوكَ الْأَرْضِ " "سنن النسائي بشرح السيوطي وحاشية السندي (8/ 475)
_______________________
" وَإِذَا
تَطَاوَلَ رِعَاءُ الْغَنَمِ فِي الْبُنْيَانِ فَذَلِكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا " سنن
ابن ماجه (1/ 73)
_______________________
"وَأَنْ تَرَى
الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ الصُّمَّ الْبُكْمَ مُلُوكًا يَتَطَاوَلُونَ فِي
الْبُنْيَانِ» الإيمان لابن منده (1/ 144)
______________________
"وَأَنْ تَرَى
الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الْعَالَةَ مُلُوكًا يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ» الإيمان
لابن منده (1/ 145)
______________________
«إِذَا رَأَيْتَ
الْعَالَةَ الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبِنَاءِ وَكَانُوا مُلُوكًا»
، قَالَ: مَا الْعَالَةُ الْحُفَاةُ الْعُرَاةُ؟، قَالَ: «الْعُرَيْبُ، " الإيمان
لابن منده (1/ 146)
________________________
"وَإِذَا
تَطَاوَلَ رُعَاةُ الْبَهْمِ فِي الْبُنْيَانِ فَذَلِكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا " الإيمان
لابن منده (1/ 151)
_______________________
"وَإِذَا
رَأَيْتَ الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ الصُّمَّ الْبُكْمَ مُلُوكَ الْأَرْضِ فَذَاكَ مِنْ
أَشْرَاطِهَا، وَإِذَا رَأَيْتَ رُعَاةَ الْبَهْمِ يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ
فَذَاكَ مِنْ أَشْرَاطِهَا " الإيمان لابن منده (1/ 153)
_______________________
"وَرَأَيْتَ
الْحُفَاةَ الْعُرَاةَ رُءُوسَ النَّاسِ " الإيمان لابن منده (1/ 313)
الإيمان لابن منده
(1/ 314)
______________________
«إِذَا رَأَيْتَ
الْعُرَاةَ الْحُفَاةَ الصُّمَّ الْبُكْمَ مُلُوكَ الْأَرْضِ، وَرَأَيْتَ رِعَاءَ الْبَهْمِ
يَتَطَاوَلُونَ فِي الْبُنْيَانِ»
_______________________
" عَنْ أَبِي
هُرَيْرَةَ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لَا تَقُومُ
السَّاعَةُ حَتَّى يَتَطَاوَلَ النَّاسُ فِي الْبُنْيَانِ» السنن الواردة في الفتن
للداني (4/ 786)
________________________
قال ابن رجب
" فإنه إذا صار الحفاة العراة رعاء الشاء وهم أهل الجهل والجفاء رؤساء الناس وأصحاب
الثروة والأموال حتى يتطاولوا في البنيان فإنه يفسد بذلك نظام الدين والدنيا
" جامع العلوم والحكم (ص: 41)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق